اليمن وموروثاته الحضارية يثير اعجاب مشاركي مهرجان الثقافة العربية بنيودلهي 
[15/ديسمبر/2008]
نيودلهي – سبأنت: حمزة الحضرمي نالت المشاركة اليمنية في فعاليات مهرجان الثقافة العربية الذي احتضنته لأول مرة العاصمة الهندية نيودلهي إعجابا واستحسانا بما تضمنته من فعاليات عكست المضمون العربي الأصيل للثقافة اليمنية.
وأبدى عدد من الوفود العربية المشاركة إعجابها بالفعاليات التي خص به اليمن هذا المهرجان الذي نظمته جامعة الدول العربية خلال الفترة 3-7 ديسمبر، على هامش "المنتدى العربي الهندي الأول" بالتعاون مع اتحاد الغرف التجارية الصناعية الهندية (الفيكي) وشاركت فيه أكثر من 17 دولة عربية منها اليمن.
ومثل اليمن وفد ثقافي وفني رأسه نائب وزير الثقافة، الدكتور أحمد القاضي، وضم وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب سام الأحمر، وعددا من المثقفين والأدباء والفنانين اليمنيين.
حيث قدم نائب وزير الثقافة في الندوة الخاصة بـ"الصلات التاريخية وحوار الحضارات" التي أقيمت على هامش الفعاليات الثقافية ورقة عمل استعرض فيها أهمية الشراكة العربية الهندية في ظل المتغيرات العالمية وهيمنة العولمة، مشيراً إلى عمق العلاقات التاريخية بين العالم العربي والهند منوهاً بما تقتضيه الأوضاع من ضرورة تطوير هذه العلاقة لتشمل مختلف المجالات.
وتطرق القاضي إلى ما يربط اليمن والهند من علاقات تاريخية وقديمة يؤكدها تواجد الكثير من اليمنيين في الهند وبالأخص منطقة حيدر آباد والذين يزيد عددهم عن نصف المليون تقريباً، فضلا على التواجد الهندي المتأصل في اليمن منذ القدم، والعلاقات التجارية التي جعلت من سقطرى وخليج عدن مركزاً لعبور تجارة البخور والتوابل من وإلى الهند والعالم العربي.
فيما تطرقت الأمين العام المساعد لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، هدى العطاس، خلال الندوة، إلى أهمية تعزيز التبادل الثقافي بين اليمن والهند، مشيرة إلى اقتصار معرفة اليمنيين عن الهند على الأفلام الهندية، بينما تغيب الترجمة العربية للأدب الهندي وكذا العكس، وهو ما يجعل المثقفين اليمنيين والكثير من العرب بمعزل عن الثقافة الهندية رغم القرب الجغرافي.
أما معرض الفنون التشكيلية العربي المشترك الذي شهدته على مدى أسبوع قاعة "أنديرا غاندي" بالعاصمة نيودلهي وضم أكثر من 250 لوحة تشكيلية انفرد اليمن فيه بجناح خاص عرضت فيه 30 لوحة تشكيلية لعدد من التشكيليين اليمنيين عكست من خلال مضامينها وتنوع اتجاهات واقع الحركة التشكيلية المعاصرة في اليمن، إضافة إلى 50 صورة فوتوغرافية جسدت جميعها الحياة اليمنية بجمال طبيعتها وتنوع مورثها الثقافي.
'''' إشادة عربية
أمين عام الجامعة العربية، عمرو موسى، الذي افتتح الندوة العربية الهندية المشتركة أعرب في تصريح إلى "سبأ" عن سعادته البالغة للمشاركة اليمنية في هذه التظاهرة العربية الهندية، وقال: "سعيد أن أشاهد اليمن وهو يشاركنا هذا المنتدى بالفنون والثقافة والأدب اليمني المعروف بإرثه الثقافي وحضارته العريقة".
وتقول المفتش العام لوزارة الثقافة المغربية، الدكتورة خديجة الكور، في تصريح إلى "سبأ" إن "جناح اليمن كان متميزا خصوصا الصور التي تبين جمال الطبيعة وجمال العمران والعمق التاريخي لليمن الشقيق والحبيب". وتابعت: "سعدت بإبداعات التشكيليين اليمنيين والطريقة الفنية التي تناولوا بها المرأة، وهي تجربة متميزة فيها الشيء الكثير مما هو وصفي وتجريدي، وطرحت قضايا مشتركة بين العالم العربي في أسئلته حول عمقه وتاريخه وحضارته وتموقعه في الخارطة العالمية اليوم".
وقال سفير اليمن لدى الهند، مصطفي احمد نعمان: "كانت مشاركة اليمن مكثفة ومتميزة وبخاصة في الفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية والرقصات الشعبية"، لافتاً إلى أن الهدف الأساس من المنتدى خلق علاقات ثقافية وتعاون أوسع مبني على الصلات التاريخية المشتركة مع الهند والدول العربية.
فيما أكد السفير العماني بالهند، حميد المعني السيد، أن مشاركة اليمن مشاركة رئيسية وهامة لا غنى للمشاركات العربية عنها. وقال لـ"سبأ": "اليمن هو الإرث الحضاري والعمق التاريخي لكل الدول العربية ومشاركة اليمن مشاركة رئيسية وهامة في هذه التظاهرة وفعالياتها"، لافتاًً إلى الدور الثقافي في تعزيز الشراكة بين الدول وخاصة الدول ذات الإرث الحضاري والثقافي. واعتبر أن "الجانب الثقافي سيثري وسيعزز مجالات التعاون مع دول لها إرث حضاري مثل الهند".
من جانبها أشادت رئيس دائرة المعارض اللبنانية، ديما رعد، بمستوى المشاركة العربية في معرض الفنون التشكيلية المشترك والتي جمعت العديد من التجارب التشكيلية العربية في قاعة واحدة.
ويعتبر مشرف الجناح اليمني، الفنان التشكيلي عبد العزيز إبراهيم، إقامة المعرض العربي المشترك فرصة كبيرة للقاء التشكيليين العرب والاستفادة من تجاربهم وتبادل الخبرات والمهارات فيما بينهم بما يمكن من تطوير التجربة التشكيلية العربية فضلا على تسويق العمل الإبداعي العربي وإخراجه للعالم.
'''' مشغولات
وشارك اليمن في المعرض العربي المشترك للحرف التقليدية والمشغولات اليدوية بجناح أدارته امة الرزاق جحاف، وضم أكثر من 40 زيا تقليديا ونماذج من الحلي والمصوغات الفضية والنحاسية والمستلزمات الخاصة بعادات وتقاليد المجتمع اليمني بمختلف مناطقه الساحلية والجبلية، إضافة إلى نماذج من مقتنيات البيت الصنعاني ومكوناته التقليدية.
ولفت وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب، سام الأحمر، إلى أن المشاركة اليمنية فرصة هامة ليتعرف الأدباء والفنانون اليمنيون على الثقافة الآسيوية في الهند وأوجه التشابه بين الثقافتين طالما وأن العلاقة اليمنية الهندية تاريخية وقديمة.
العديد من مسؤولي الثقافة والسفراء والدبلوماسيين العرب والهنود اعتبروا المنتدى الذي يقام لأول مرة حدثاً مهماً في تاريخ العلاقات العربية الهندية ونقطة تؤسس لمرحلة جديدة نحو تطوير وتعزيز وتكامل التعاون والشراكة بين العالم العربي والهند في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
فبحسب وزير الثقافة السوداني، محمد يوسف عبد الله، فإن المنتدى "فرصة كبيرة تتيح للعرب والهند بناء قاعدة سليمة للسلام والاستقرار في المنطقة وسيجعل منهم رسلاً للسلام في العالم".
ولفت الوزير السوداني إلى ما يمتلكه العرب والهند من مقومات وصلات ثقافية متعددة ربطت الهند والعالم العربي خلال فترات زمنية مختلفة.
فيما أشار وزير الثقافة السوري، رياض نعسان آغا، إلى أهمية المنتدى العربي الهندي الذي اتخذ لأول مرة من الثقافة مظلة لتعميق الصلات والشراكة بين العرب والهند. وأكد في تصريح إلى "سبأ" ضرورة أن تصعد العلاقات السياسية بين الهند وبين الوطن العربي إلى مستوى العلاقات الاقتصادية. وقال: "نحن نرى أن العلاقات الاقتصادية بين العالم العربي والهند واسعة ونريد أن يتكافأ الموقف السياسي مع هذه العلاقات ونريد تأييداً من الهند للمواقف العربية"، معتبرا أن "الأدب العربي والأدب الهندي ينامان على سرير واحد".
'''' الثقافة.. مدخل لعلاقة أمثل!
وتوضح الدكتورة خديجة الكور أن "آلية المنتدى ستمكن لأول مرة العرب من الانخراط في تعاون ثقافي مثمر ومتعدد الأطر مع الهند، باعتبار أن العمق التاريخي والحضاري موجود".
ولفتت الكور إلى أن الجديد في هذا المنتدى أن الشراكة تتخذ الثقافة وحوار الحضارات والأديان مدخلاَ لتأسيس علاقات تجارية واقتصادية جديدة.
'''' مركز ثقافي
مندوب الجامعة العربية، أحمد الوحيشي، أكد أن المنتدى سيعمل على ترجمة المقترحات العربية التي أبداها المشاركون لتعزيز الشراكة العربية الهندية وأبرزها إعلان أحد الأعوام المقبلة عاما للثقافة العربية في الهند، والعمل على إقامة مركز ثقافي عربي في الهند، وتوسيع المشاركات العربية الهندية من خلال المحاضرات والندوات الثقافية ومشاركة المفكرين والمثقفين في العديد من الفعاليات الثقافية، إضافة إلى العمل على ترجمة الأدب والفكر العربي إلى اللغة الهندية.
'''' الأهمية
وتكتسب الشراكة الهندية العربية أهمية كبيرة للطرفين حيث توفر المنطقة العربية حوالي ثلثي احتياجات الهند من البترول، كما تستورد الهند معظم كميات الغاز الطبيعي من قطر، فيما يوجد في المنطقة العربية حوالي خمسة ملايين هندي كعمالة توفر للهند أكثر من 9 مليارات دولار في صورة تحويلات نقدية كل عام.
'''' أمسيات غنائية يمنية
وأحيت فرقة صنعاء للفنون الشعبية بقيادة الفنان عبدالله العابد عددا من الأمسيات الفنية الراقصة في قاعتي الجامعة الملية الإسلامية والعروض الفنية باتحاد الغرف الصناعية في نيودلهي. وقدمت خلالها باقات متنوعة من رقصات الفولكلور الشعبي اليمني منها "البرعة" الحرازية والصنعانية واللحجية وغيرها من الرقصات الشعبية التي جسدت تنوع الفولكلور الشعبي وخصوصيته الإيقاعية.
كما أقيم عدد من الأمسيات العربية المشتركة قدم خلالها الفنان الشاب شرف القاعدي وفرقته الموسيقية عددا من الوصلات الغنائية والمقطوعات الموسيقية اليمنية، وصاحبتها رقصات من الفولكلور اليمني أدتها فرقة صنعاء للفنون الشعبية.
نقل عن موقع سبأ 
